كتبت ـ أسمهان محمد حامد
طالبة بكلية الآداب جامعة دمنهور قسم الآثار المصرية القديمة.
مقابر النبلاء تقع بالقرب من الأقصر في البر الغربي للنيل على الضفة الغربية لأسوان مصر ، هي مقابر صخرية كانت لحكام أسوان والفنتين ورجال الدولة من عسكريين ومدنيين وكهنة وكتبة وغيرهما ، وهي منحوتة في الصخر الرملي، وترجع إلى العصور القديمة، منذ الدولة القديمة حتى العصر الروماني . ولهذه المقابر أهمية تاريخية تضعها في صدارة المقابر بصعيد مصر ومن أهمها مقبرتي (ميخو وسابني)، كما تعطى فكرة عن الطراز المعماري للمقابر، وكذلك الألقاب والوظائف التي تقلدها حكام الجنوب. وقد أوضحت النقوش التي كتبت على جدران هذه المقابر الدور الذي قام به أمراء الجنوب في حماية البلاد أوالقيام برحلات داخل أفريقيا
تاريخ مقابر النبلاء
المقابر منحوتة في الصخر الرملى وربما ترجع أهمية المقابر لكونها تعكس الطراز المعماري الخاص بالمقابر في الفترة من العصر الفرعوني وصولا للعصر الروماني كما ان النقوش الموجودة على جدران المقابر تعكس الدور الذي قام بها حكام مصر في مختلف الفترات من أجل الحفاظ على مصر من أعدائها .
أهم هذه المقابر
مقبرة رخميرع
نخت رخ مى رع وزير الملك تحتمس الثالث ومقبرته تتكون من فناء يتوسطه مدخل يوصل الى صالة عرضية بها مدخل فى الجدار المواجه للداخل يوصل الى صالة طويلة امتدت فى صخر الجبل مسافة تزيد عن 30 متر وتتميز بسقفها الذى يرتفع تدريجيا كلما امتدت الصالة فى جوف الجبل،اذ يرتفع سقف هذه الصالة عند نهايتها الى أكثر من ثمانية أمتار وتنتهى الصالة بمقصورة عالية (نيشه؛كوة؛فجوة) نحتت فى جدارها الشمالى ويحتمل ان هذه المقصورة كانت تحوى تمثالا لرخميرع بمفرده او مع زوجته، للأسف اسودت اغلب مناظر هذه المقصورة وذلك بفعل الدخان الذى سببه بعض اهالى البلدة الذين اتخذوا من هذه المقبرة مسكنا لهم فى فترة ما. تعد هذه المقبرة مسرحا لكل مظاهر الحضارة والأزدها الذى وصلت اليه مصر فى عهد اعظم ملوك القدماء المصريين وهو الملك تحتمس الثالث اذ سجل على جدرانها العديد من المناظر المألوفة بجانب المناظر الفريدة.
مقبرة رعموزا
كان رعموزا وزيرا فى عهد كل من امنحوتب الثالث وامنحوتب الرابع . وتعبر مقبرته من أكبر المقابر التى نقرت فى صخر الجبل ترج اغلب الظن الى أواخر عهد الملك امنحوتب الثالث وبداية عهد امنحوتب الرابع ويبدو ان هذه المقبرة لم تستعمل ابدا ولم ينتهى العمل فيها ويحتمل ان رعموزا قد ترك طيبة وذهب الى تل العمارنة حيث كان يقيم امنحوتب الرابع(اخناتون) وكما نعرف ان فن الدولة الحديثة نما وترعرع فى عهد الملك امنحوتب الثالث بل ويعتبر عهده من ازهى عصور الفن الفرعونى عامة سواء فى فن النحت او النقش ولهذا تعتبر مقابر الأشراف فى عهده نموذجا ممتازا لروعة الفن المصرى،وما يؤسف له ان مقبرة رعموزا تعرضت لبعض التخريب أغلب الظن فى عهد حور محب،اذ قامت فى عهده حملة انتقامية ضد آتون وأتباعه فقضت على اجمل نقوش المقبرة.
مقبرة مننا
اتخذت هذه المقبرة الأسلوب المعمارى لمقبرة كبار رجال الدولة فى الدولة الحديثة ، فهى تتكون من مدخل يوصل الى صالة عرضية توصل بدورها الى صالة طويلة تنتهى بنيشة(فجوة)التمثال. كان مننا كاتبا لحقول سيد الأرضين لمصر العليا والسفلى ويحتمل انه عاش أيام الملك تحتمس الرابع ويبدو واضحا من مناظر المقبرة انه كان له عدو يضمر له الحقد والكراهية،فقد استطاع هذا العدو بعد موته من الوصول الى مقبرته وشوه وجه مننا وأتلف عينيه وذلك فى أغلب المناظر التى تمثله على جدران المقبرة حتى لا يرى مايقدم اليه وبالتالى فلاينعم به فى العالم الآخر وحتى لا يلاحظ اعمال الفلاحة فى الحقول او يتابع جنى المحصول او ينعم برياضة صيد الأسماك او الطيور،ويبدو ان المصرى القديم قد اعتقد بالفعل فى فاعلية هذه الطريقة فى العالم الآخر كما فعل اتباع الملك تحتمس الثالث من قشط وإزالة وتشويه لأسماء وصور الملكة حتشبسوت)وذلك للقضاء على اعدائه وحرمانهم من الساعدة الضرورية فى العالم الآخر.
مقبرة سنفر
كان سنفر حاكم المدينة الجنوبية(طيبة)فى عهد الملك امنحوتب الثانى ويبدأ مزار المقبرة بصالة عرضية ضيقة، تليها صالة طولية أقرب الى الممر ومنها نصل الى حجرة تقدمة القرابين وأداء الطقوس والتى اصبحت هنا الجزء الهام فى مزار هذه المقبرة. فالحجرة واسعة وصارت اقرب الى صالة الأعمدة،اذ بها اربعة فى صفين،كما توجد حجرة صغيرة فى جانبها الشمالى يتوسطها عمود. ومن هنا نرى ان الأهمية الكبرى انصبت الآن على حجرة تقدمة القرابين. هذا هو مزار المقبرة وقد استخدم الآن كمخزن لعدم وجود مناظر ذات اهمية على جدرانه.
مقبرة نخت
تعتبر هذه المقبرة وهى على صغرها من اشهر مقابر الأشراف فى المنطقة وذلك لما بها من مناظر جميلة ذات الوان ناضرة،وتشبه مناظرها الى حد كبير المناظر المسجلة على جدران الصالة العرضية فى مزار مقبرة مننا التى تحدثنا عنها من قبل. وقد عاش نخت اغلب الظن فى عهد الملك تحتمس الرابع وكان من ألقابه منجم أمون والكاتب. اتخذت هذه المقبرة فى شكلها العام التخطيط المعمارى لمقبرة الشريف فى الاسرة الثامنة عشرة،إلا انه من الملاحظ ان الصالة العرضية فى مقبرة نخت انحرفت انحرافا شديدا عن محور المقبرة ، ربما لرداءة الصخر امام الصالة الطولية فتكاد تكون مربعة وقد حفر بداخلها البئر الذى يؤدى الى حجرة الدفن.