
د.سالم العقيلى
قصر فرساي Palace of Versailles
أحد أهم معالم باريس التي تحمل حكايات، وتروي جنباتها أحداث تدفعك لزيارتها خلال جولات السياحة في فرنسا، كما يُمكنك خلال جولتك داخل القصر أن تستمتع بمنظر الأثاث والديكورات الملكية الراقية من ثريات كريستالية مُتدليّة، جداريات، تماثيل الذهب.
في قصر فرساي يُمكنك زيارة نحو 2300 جناح ملكي، بما في ذلك قاعة المرايا ودار الأوبرا الملكية التي أسسها الملك لويس 15، الكنيسة الملكية، الحدائق الملكية، مجمع تريانون الشبيه بالريف الفرنسي، كما يُمكنك حضور المعارض المؤقتة التي يُنظمها قصر فرساي.
أما عن أهميته التاريخية، فقد كان القصر الذي بدأ بتأسيسه الملك لويس 13، واكتمل في عصر خليفته لويس 14، مقراً لحكم فرنسا حتى قيام الثورة ليكون الملك لويس 16 وزوجته ماري أنطوانيت هما آخر من سكنوه من العائلة الملكية، وقبل أن يتحول القصر إلى متحف عام شهد توقيع معاهدة فرساي في أعقاب الحرب العالمية الأولى.
متحف بيكاسو Musée Picasso
لعلك كثيراً ما سمعت عن الفنان والرسام العظيم باولو بيكاسو وأعماله المُخلّدة في مجال الفن التشكيلي منذ القرنين 19 و20 وحتى وقتنا هذا، ولطالما أُقيمت معارض وأُمسيات فنية عدة تمجيداً لأعماله، ولكن ماذا إن استطعت الاستمتاع برؤية أعماله الفنية الأصلية في بلده الأم كإحدى جولات ونشاطات السياحة في باريس خلال عطلتك؟
حقاً يُمكنك ذلك من خلال زيارة متحف بيكاسو في باريس؛ حيث يُمكنك رؤية والتقاط أروع الصور لنحو 5 آلاف قطعة من إبداعات الفنان العظيم في مجالات الرسم والنحت والنقش، كما لو أنك زرت واحداً من أكبر المتاحف الأوروبية أو الباريسية الفرنسية المشهورة كاللوفر أو أورسيه.
متحف الشمع Musée Grévin
أحد أفضل معالم باريس السياحية المثالية للعائلات والأطفال؛ حيث يُمكنهم رؤية نحو 500 تمثال مصنوع من الشمع لأشهر الشخصيات التي أثرت في التاريخ الفرنسي والعالمي من العصور الوسطى وحتى القرن 20، وذلك على مستوى السياسة والاقتصاد أو الآداب والفنون والرياضة.
يرجع تاريخ المتحف المُثير للدهشة والإعجاب للعام 1882، ويتكون من عدة غرف مُنفصلة منها غرفة المرايا التي أُنشئت عام 1900 كأحد تصميمات المعرض العالمي الذي استضافته العاصمة الفرنسية، مسرح يضم عدداً من الشخصيات الشمعية التي تبدو كما لو كانت حقيقية، من لحم ودم.
وإلى جانب معروضاته المُثيرة للإعجاب تظهر قاعات المتحف في طلة معمارية تُشبه كثيراً المعابد الهندوسية أو الغابات الخصبة.
مركز جورج بومبيدو The Centre Pompidou
أحد أكبر المراكز الثقافية التي يُنصح بزيارتها خلال جولات السياحة في باريس لهواة الفن التشكيلي الحديث والمعاصر أي خلال القرنين 20 و21، فهنا وبمركز العاصمة الباريسية يُمكنك الاستمتاع بمشاهدة نحو 100 ألف قطعة فنية تنتمي لمدارس فنية عدة كأعمال بيكاسو، ماتيس، أورهول، وآندي.
هذا بالإضافة إلى الفن المعماري الرائع والفريد الذي تتمتع به الواجهة والساحة الخارجية للمركز، وتصميمه الداخلي بشكل مُلفت للأنظار.
وعلى الرغم مما يدعيه البعض بأن زيارة المتحف ليست أكثر من إضاعة للوقت إن لم تكن مُهتماً بأعمال الفن التشكيلي، إلا أن مركز بومبيدو قد كذّب هذه الأقاويل من خلال أنشطته الترفيهية مثل ساحات العرض التي تستضيف معارض وفعاليات مُختلفة، دور السينما، مكتبة ضخمة، مطعم يوفر إطلالة ساحرة على قلب باريس من أعلى نقطة بالمركز حيث يُمكنك الاستمتاع بوجبة ومشروب لذيذ خلال جلسة استجمام هادئة.
متحف رودان Musée Rodin
إن كنت تبحث عن أماكن سياحية في باريس تخدم شغفك لمجال الفن التشكيلي بشكل أكثر خصوصية وهدوءً بعيداً عن الصخب والحشود السياحية، فلن تجد أفضل من متحف رودان الذي يستعرض مجموعة من أهم وأشهر أعمال النحات الفرنسي أوغست رودان وحبيبته كامي كلودل مثل يد الله، القبلة، المفكر، إضافة إلى 7 آلاف لوحة مرسومة ترجع للقرن 19، مع مُقتنيات رودان الشخصية من أعمال أشهر الرسامين العالميين مثل فان جوخ.
ولعل ثاني أفضل الأشياء التي يتميّز بها المتحف هي حدائقه الغنّاء الواسعة التي تستضيف تمثال النحات العظيم أوغست رودان، وتُعد بقعة مثالية للاسترخاء والاستجمام في هدوء بعد زيارة المتحف الواسع.
متحف أورانجيرى Musée de l’Orangerie
هو واحد من أهم المعارض الفنية التي تستضيفها مدينة الفن والجمال الفرنسية باريس بشكل دائم، بقلب حديقة التويلري الرائعة التي يُضفي عليها المتحف الفني الفريد من نوعه مزيد من الروعة والجمال.
فإن كنت من مُحبي مجال الفن التشكيلي سواء هاوٍ أو مُتخصص، فلا تُفوّت فرصة زيارة هذا المتحف الفني العظيم خلال جولات السياحة في باريس.
يقع متحف أورانجيرى الرائد في مجال الفن الانطباعي في المنطقة الغربية من الحديقة، ويضم مجموعات مُختارة من أعمال بيكاسو ومونيه ورينوار المُتميّزة. ومن أشهر وأعظم اللوحات الجدارية التي يضمها المتحف إلى قاعاته ثُمانية Water Lilies للمُبدع مونيه.
متحف أورسيه Musee d’Orsay
لا يُعد متحف أورسيه فقط واحداً من أهم معالم باريس وأشهر معالم فرنسا، بل هو واحد من أكبر وأشهر المتاحف الأوروبية التي أعطت أولوية خاصة لمجال الفنون التشكيلية؛ حيث يعرض المتحف أفضل أعمال ورسومات فنانين عالميين مثل مونيه، فان جوخ، سيزان وآخرين، من خلال ما يزيد عن 2000 لوحة و600 قطعة نحتية لأعظم فناني أوروبا خلال الحقبة من 1848 وحتى 1914.
هذا إلى جانب استضافة عدة عروض أزياء عالمية مع ظهوره كخلفية بارزة لبعض الأفلام السينمائية.
جدير بالذكر أن متحف أورسيه لم تبدأ شهرته كأحد أهم الأماكن السياحية في باريس كمتحف، وإنما بدأ كمحطة قطار تستضيف حاضري المعرض العالمي المُقام في العاصمة الفرنسية عام 1900، وذلك قبل أن يتخذ الرئيس الفرنسي الأسبق جيسكار ديستان قراراً بتحويل محطة القطار هذه إلى متحف فتح أبوابه لاستقبال عموم الزوار لأول مرة عام 1986.
متحف اللوفر Louvre Museum
متحف اللوفر هو ثاني أشهر معالم باريس وأهم المزارات التي يُقبل على زيارتها السياح عند تخطيطهم لجولات السياحة في فرنسا؛ حيث يضم المتحف المُصّنف كأكثر متاحف العالم زيارة ما يصل إلى 38 ألف قطعة أثرية ومخطوطة ولوحات فنية لأشهر رسامي عصر النهضة، لعل أشهرها وأهمها وأكثرها غموضاً وجذباً للأنظار على الإطلاق لوحة الموناليزا للفنان ليوناردو دافنشي.
ولكن بالطبع لا تجذب اللوحة الأنظار بعيداً تماماً عن تصميم المتحف الرائع الذي كان قصراً ملكياً فارهاً، تُحيط به مساحات شاسعة من الأراضي ترجع للقرن 12 م أي ما قبل عصر النهضة.
يقع متحف اللوفر أقصى الشرق من حدائق ومُنتزهات العاصمة الفرنسية الشهيرة، مروراً بقوس النصر ودي كاروسيل، ويستقطب سنوياً ما يُقارب 7.5 مليون سائح.
- سراديب الموتى في باريس Catacombs of Paris
واحدة ضمن معالم السياحة في باريس التاريخية منذ عهدٍ طويل يرجع لمطلع القرن 19.
وهي من المعالم الأكثر غرابة وإثارة في تاريخ السياحة العالمية أيضاً، فعلى امتداد كبير تحت سطح الأرض وبينما تنبض شوارع ومتاجر باريس فوقها بالحياة وتعج بالسياح والمارة من سكانها الأصليين يرقد نحو 6 ملايين شخص هاهنا منذ قرون مديدة.
كانت هذه السراديب منذ القرن 18 بمثابة شبكة محاجر واسعة، تحولت إلى سراديب تحمل رفات موتى هذا العصر وتفوح منها رائحة التاريخ العتيق والأسرار الكثيرة عن المدينة التي يُمكن للسائح أن يستكشفها خلال جولة السياحة في باريس.
البانثيون Panthéon
أحد أهم المزارات الأثرية التي ستسعد وتستفيد كثيراً من المرور بها أثناء السياحة في باريس، فالمبنى الذي كان من المُزمع تخصيصه ككنيسة تحمل اسم أحد أكبر قساوسة هذا العهد، خلال تولي الوزير الأكبر أونوريه غابرييل ميكيتي إدارة شئون البلاد، ليتحوّل بعد وفاته إلى نصب تذكاري وضريح لتخليد ذكرى أبطال صنعوا أمجاد التاريخ الفرنسي الحديث في عهد خليفته كومت دو ميرابو.
وكان البانثيون الذي تم الانتهاء من بنائه عام 1790 قد تحوّل إلى نصب تذكاري بعدها بعام، أما الآن يُمكنك أن تحظى بزيارته ومُشاهدته والتقاط أروع الصور لك مع مبناه المهيب الذي يحتل الحي اللاتيني، ويتميّز بأعمدته المُزخرفة وقبته الضخمة اللافتة للأنظار.