كتبت - بسمة فوزي
باحثة ماجستير كلية الآثار جامعة القاهرة
السيدة عائشة هي بنت جعفر الصادق بن الامام محمد الباقر بن الامام علي زين العابدين بن الامام بن الامام حسين بن الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ، وهي اخت الامام موسي الكاظم رضي الله عنهما ، وهي من العابدات القانتات المجاهدات ، ويجمع المؤرخون ممن تناولوا سيرة اهل البيت بالبحث والدراسة علي ان السيدة عائشة رضوان الله عليها شرفت مصر وتوفيت بها سنة 145ھ ، وظل قبر السيدة عائشة حتي القرن السادس الهجري مزارا بسيطا يتكون من حجرة مربعة تعلوها قبة ترتكز علي حطتين (صفين) من المقرنصات ، اما في العصر الايوبي فقد انشئ بجوار القبة مدرسة ، وذلك انه عندما احاط صلاح الدين الايوبي عواصم مصر الاسلامية الاربع الفسطاط والعسكر والقطائع والقاهرة بسور واحد حتي يحصن البلاد من هجمات الصليبين ، ففصل هذا السور قبة السيدة عائشة عن باقي القرافة ، فرأي صلاح الدين ان يقيم بجانب القبة مدرسة ، كما انه فتح في السور بابا سماه باب السيدة عائشة وهو المعروف (باب القرافة) ، والمسجد الان بشارع السيدة عائشة عند بداية الطريق الموصل الي مدينة المقطم ، وقد تهدم المسجد القديم واعاد بناءه الامير عبد الرحمن كتخدا في القرن الثامن عشر ، ويتكون المسجد من مربع يتوسطه صحن وتحيط به الاروقة ، ومما يسترعي النظر في رواق القبلة ان المحراب لا يتوسط جدار القبلة ، وانما يقع في الركن الجنوبي الشرقي للجدار ، ومثل هذه الظاهرة وجدناها في مشاهد الموصل التي بنيت في العصر السلجوقي ، ويوجد بالواجهة الغربية للمسجد بابان بينهما المئذنة التي لم يبق منها سوي الدورة الاولي ، وقد كتب علي الباب البحري ما نصه :
مسجد امه التقي فتراه كبدور تهدي بها الابرار
وعباد الرحمن قد ارخوه تلألأ بجبه الانوار
وكتب علي الباب القبلي ما نصه :
بمقام عائشة المقاصد ارخت سل بنت جعفر الوجيه الصادق
وكتب علي باب القبة ما نصه :
لعائشة نور مضئ وبهجة وقبتها فيها الدعاء يجاب
وقد تحقق المرحوم احمد زكي باشا من وجود جثمان السيدة عائشة بالضريح فنادي علي رؤوس الاشهاد بقوله "ان المشهد القائم في جنوب القاهرة باسم السيدة عائشة النبوية هو حقيقة متشرف بضم جثمانها الطاهر وفيه مشرق انوارها ومهبط البركات بسببها"
المصدر : سعاد ماهر : مساجد القاهرة واولياؤها الصالحون، ج1، ص107-109.