بقلم : حسام الفنجري
هبت رياح العولمة علي كل بقاع الأرض ومنها منطقتنا العربية ، وأثرت عليها في صورة ضغوط متزايدة ، أدت الي انتشار ظواهر فقدان الهوية ، والتفكك الاجتماعى وانتشر الفكر المتطرف ، وتغلغلت المادية ولغة المصالح ، واستطاعت أن تضعف احساسنا بالرومانسية ، والحاجه الي الحب في حياتنا اليومية .
م جاءت جائحة كورونا لتجبر دول العالم بأثره ، علي غلق حدود كل دولة لتواجه هذا الإعصار بمفردها .
واضطرت كل الأسر أن تعيش في ظروف حظر صحي ، والتواجد لساعات طويلة داخل البيوت ، وغلق أبوابها داخل حدود البيت الواحد ، وبدأ كل فرد من افراد الأسره الواحدة ، يعيد حساباته تجاه علاقته بدولته ، وعلاقته ببقيه أفراد أسرته .
وبرزت بشكل واضح أهميه الدولة في توفير الأمن الصحي ، وبدأنا نستخدم ولأول مره مصطلح "الجيش الأبيض " .
ثم أطلت علينا الدراما التلفزيونية في رمضان 2020 ، بعملين جديرين بالرصد والتحليل ، هما مسلسلي "الاختيار " و " حب عمري " .
مسلسل "الاختيار " يتناول قضية الوطنية والتضحية من أجل الوطن ، بينما يرسخ مسلسل " حب عمري " لأهميه الرومانسية والحب ، مقابل المادية ولغة المصالح التي أصبحت هي الأكثر شيوعًا في مجتمعنا الحالي .
تدور أحداث مسلسل " الإختيار" حول قصة البطل " أحمد المنسي " الذي استشهد في معركة مع مجموعة إرهابية في كمين البرث بالقرب من رفح ، أثناء محاولته التصدي لهجوم تلك المجموعة الإرهابية .
بينما تدور أحداث مسلسل " حب عمري " ، حول حكاية " عيسي الفقي " ، الذي يدافع عن المبادئ من خلال قصة حب رقيقة في وسط حياه مليئة بالمعوقات المادية والإحباطات
" المنسي" يذكرنا بقضية الوطن وقدسية ترابه وحدوده ، التي يضحي من أجلها بالغالي والنفيس ، ويدق ناقوس الخطر ضد كل ما تحاول أن تبثه قوى الغدر والإرهاب من خسه وجبن لا يهدف إلا إلى تمزيق الوطن .
" عيسي" يضحي بكل ما هو مادي من أجل مبادئه والقيم التي تربي عليها ، ويرفض أن يبيع حب عمره علي الرغم من امكانياته الماديه الضعيفة ، وبذلك يصبح نموذج للشاب المثالي الذي أصبح نادر الوجود في هذا العصر .
" الاختيار " بالنسبه للمنسي هو حب عمره ، مصر التي طالما اقسم ان يدافع عنها .
فهل يكون " الاختيار" بالنسبه لعيسي هو حب عمره ؟