كتب د. عبد الرحيم ريحان
كشفت بعثة منطقة آثار شمال سيناء برئاسة دكتور/ هشام محمد حسين مدير عام آثار شمال وجنوب سيناء عن كهف أثرى جديد غير منشور من قبل، عثر بداخل الكهف على مجموعات متنوعة وفريدة من المناظر المنحوتة في الصخر وذلك في أثناء أعمالها بوادي الظُلمة بمنطقة آثار شمال سيناء.
وصرح الدكتور هشام حسين لكاسل الحضارة والتراث أن رحلة الكشف تبدأ بمعلومة متداولة من فترة طويلة عن وجود كهف به مناظر لحيوانات، حيث تم التنسيق مع مشايخ القبائل الموجودين بالمنطقة ومع الجهات الأمنية لدخول المنطقة، والكهف يقع في بداية أحد روافد وادي الظُلمة (الظلمأ) في منطقة جبلية وعرة أحجارها من الحجر الجيري صعبة التضاريس على بعد 90 كم جنوب شرق مدينة القنطرة شرق.
وادي الظلمة
وأشار الدكتور هشام حسين إلى أن وادي الظلمة هو وادي طويل الي حد ما، يبلغ طوله حوالي 7كم ويغذي الوادي بالمياه خلال العصور المطيرة حوالي 8 روافد أكبرها الموجود فى النهاية الجنوبية للوادي. وهو الأول من نوعه الذي يتمّ الكشف عنه بمنطقة آثار شمال سيناء وهى مفاجاة بكل المقاييس حيث لم يكن من المتوقع بعد الدراسة المبدئية للنقوش أن يكون بالمنطقة مكان يحتوي على تلك النوعية وهذا العدد من المناظر والنقوش لحيوانات متنوعة. ويعتبر الكهف هو الأكبر في المساحة من كهف الزرانيج الذي تم تسجيله وتوثيقه والكشف عنه خلال شهر يناير من العام الحالي، ويبلغ عمق كهف وادي الظُلمة 15 مترًا
مناظر الكهف
ونوه الدكتور هشام حسين إلى أن ارتفاع سقف الكهف يبلغ 20 مترًا تقريبًا، سقف الكهف من الحجر الجيري الضعيف، الكهف من الداخل مملوء بكميات كبيرة من فضلات الحيوانات ورماد الحريق مما يدل على الاستخدام المستمر له خلال العصور المتلاحقة وربما استخدم كمأوى أو مشتى للسكان المحليين يلجأون إليه وقطعانهم للحماية من الأمطار والعواصف والبرد في فصل الشتاء.
وتابع بأن المناظر المحفورة والمنفذة داخل الكهف الأثري تختلف جملة وتفصيلًا من حيث طريقة النحت عن تلك الموجودة والمنتشرة في وديان جنوب سيناء، حيث نفذت تلك المناظر بطريقة فنية متميزة ترتقي إلى النحت الغائر والمعروف خلال العصور المصرية القديمة ، المناظر الموجودة داخل الكهف نفذت في طبقات فوق بعضها البعض ومتداخلة مما يدل على استمرارية استغلال المكان لفترة طويلة، حيث يجرى الآن دراسة المناظر لتحديد تأريخها التقريبي وإن دلت بعض المناظر التي تم تحديدها والتعرف عليها على وجود علاقة وثيقة بين قاطني الكهف ومنفذي تل المناظر المحددة وبين عصر نقادة الثانية من عصر ما قبل الأسرات تحديدا 3500-3400 قبل الميلاد.
وأن أغلب المناظر المكتشفة منحوته بطول جدران الكهف الداخلية وهي تصوّر عددا من الحيوانات منها مناظر فريدة للجمال والغزلان والوعول والماعز الجبلي والعديد من مناظر الحمير وتم أيضًا تحديد بقايا مباني دائرية من الحجر تنتشر بها أداوت الظران على بعد 200م إلى الجنوب الغربي من الكهف المكتشف ، مما يرجح ان تكون بقايا مستوطنة قديمة. وجاري الآن الإعداد لموسم الحفائر التالي لتنفيذ أعمال تنظيف وصيانة ودرسة وحفائر محدودة للكهف.